تلهو به ريح عمياء،لا تبصر قطعان فراغها الملتف..
كان عند بوابتها،
يقرأ كتاب الشمس..
كانت الشمس تخبو كقطعة موت تراوغ قابضها.
صوته أنقاض حنين..مفصول عن لحن الولادة...
يرى ما لا يرى
يبكي حين الفرح دمه الشارد و يرتل أغنية السنونوة البائدة.
تمر به أرض عتيقة الملوحة،تسأله:
ماذا بعد عينيك؟
يخرج قافية آهلة بالصدف و يحدق في شجر الرؤى..
وراء العيون وجه مشاع/
ملامح تعشق تربتها/
كريات ندى ترش حين القصيدة الألف/
...مضى...
هو سليل الطرق و البخور
يحكى أن أباه يحتجز أناشيد "بخارى"،
و أنه عاش على سجية القبيلة.
قدماه ترفضان الخرائط إلا نعلا، يقله صوب مقام الزلازل...
في المنفى يكابد صدق الأفئدة،
يصارع في الغياب و للغياب جنونه المستعار..
يمده طفل يسكنه بسلاسة الأشياء
يهديه كل ليلة حكمة..
يصرخ:
يا ليل الحرائق الخامدة
يا حلما أتبعه، فلا إشارات تغازلني...
لانه المهووس بالمواعيد،
جلس مودعا سنته..ينظر إلى ساعة بلا عقارب ..
وحدها الأرقام كانت تحاوره
تشكو خوفها من القيامة و الإنتظار.
هو هذا الصدى /
هذا الجسد الملون بوجه امرأة تحمل نعش أنوثتها.